نَزْلَةً أُخْرى وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) فقالت أنا أول هذه الأمة قال للرسول صلىاللهعليهوسلم هذا ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «جبريل رأيته مرتين رأيته بالأفق الأعلى ، ورأيته بالأفق المبين» الرواية الأولى أصح في ذكر الآيتين والمرتين. وإن الرواية الأولى كانت وهو بالأفق الأعلى ، ويحتمل أن يكون الأفق المبين عبارة عنه أيضا ثم كانت الرواية الأخرى عند سدرة المنتهى. والله أعلم.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا حسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه «(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) (١) قال رأى جبريل عليه الصلاة والسلام». رواه مسلم (٢) في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ، فاتفقت رواية عبد الله بن مسعود وعائشة بنت الصديق وأبي هريرة رضي الله عنهم على أن هذه الآيات أنزلت في رؤية النبي صلىاللهعليهوسلم جبريل عليه الصلاة والسلام ، وفي بعضها أسند الخبر إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو أعلم بمعنى ما أنزل إليه.
قال أبو سليمان الخطابي رحمهالله تعالى في تقدير قوله (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٣) على ما تأوله عبد الله بن مسعود وعائشة رضي الله عنهما من رؤيته صلىاللهعليهوسلم جبريل عليهالسلام في صورته التي خلق عليها ، والدنو منه عند المقام الذي رفع إليه وأقيم فيه (قوله دنا فتدلى) المعني به جبريل عليهالسلام تدنى من مقامه الذي جعل له في الأفق الأعلى فاستوى أي وقف وقفة ثم دنا فتدلى أي نزل حتى كان بينه وبين المصعد الذي رفع إليه محمد صلىاللهعليهوسلم قاب قوسين أو أدنى فيما يراه الرائي ويقدره المقدر. وقال بعضهم دنا جبريل فتدلى محمد صلىاللهعليهوسلم ساجدا لربه. وقوله في الحديث «رأى رفرفا» يريد جبريل عليهالسلام في صورته على رفرف ، والرفرف البساط ، ويقال فراش ، ويقال بل هو ثوب كان لباسا له ، فقد روي أنه رآه في حلته رفرف قلت : في حديث قتادة عن الحسن البصري في قوله (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما
__________________
(١) سورة النجم آية ١٣.
(٢) رواية الإمام مسلم في كتاب الإيمان ٢٨٣ (١٧٥) عن طريق أبي بكر بن شيبة حدثنا علي بن مسهر عن عبد الملك ، عن عطاء عن أبي هريرة قال : وذكره.
(٣) سورة النجم الآيتان ٨ ، ٩.