ابن زياد ، نا أبي أويس ، حدثني بن أبي الزناد عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير أن الزبير بن العوام سمع رجلا يحدث حديثا عن النبي صلىاللهعليهوسلم فاستمع الزبير له حتى إذا قضى الرجل حديثه ، قال له الزبير : أنت سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد لعمري سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا يومئذ حاضر ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابتدأ هذا الحديث فحدثناه عن رجل من أهل الكتاب حدثه إياه فجئت أنت يومئذ بعد أن قضى صدر الحديث وذكر الرجل الذي من أهل الكتاب فظننت أنه من حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال الشيخ : ولهذا الوجه من الاحتمال ترك أهل النظر من أصحابنا الاحتجاج بأخبار الآحاد في صفات الله تعالى إذا لم يكن لما انفرد منها أصل في الكتاب أو الإجماع واشتغلوا بتأويله ، وما نقل في هذا الخبر إنما يفعله في الشاهد من الفارغين من أعمالهم من مسه لغوب (١) ، أو أصابه نصب مما فعل ليستريح بالاستلقاء ووضع إحدى رجليه على الأخرى. وقد كذب الله تعالى اليهود حين وصفوه بالاستراحة بعد خلق السموات والأرض وما بينهما فقال : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ* فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) (٢).
حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة ، نا الحسين بن حميد بن الربيع ، نا هناد بن السري ، نا أبو بكر بن عياش عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس أن اليهود أتت النبي صلىاللهعليهوسلم فسألت عن خلق السموات والأرض فقال : خلق الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من المنافع وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب ، فهذه أربعة ، فقال عز من قائل : (أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ
__________________
(١) اللغوب بضمتين التعب والإعياء وبابه دخل ولغب بالكسر (لغوبا) لغة ضعيفة.
(٢) سورة ق الآيتان ٣٨ ، ٣٩.