المتقدمون من أصحابنا فإنهم لم يفسروا أمثال هذه ، ولم يشتغلوا بتأويلها مع اعتقادهم أن الله تعالى واحد غير متبعض ولا ذي جارحة.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال : سمعت العباس بن محمد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : شهدت زكريا ابن علي سأل وكيعا فقال : يا أبا سفيان هذه الأحاديث يعني مثل الكرسي موضع القدمين ونحو هذا ... فقال وكيع : أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئا.
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا أبو محمد بن حيان الأصبهاني فيما أجاز له جده عن العباس بن محمد ، قال : سمعت أبا عبيد يقول هذه الأحاديث التي يقول فيها : «ضحك ربنا قنوط عباده» (١) وقرب غيره ، «وإن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها» (٢) ، «والكرسي موضع القدمين».
وهذه الأحاديث في الرواية هي عندنا حق حملها الثقات بعضهم عن بعض. غير أنا إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها. وما أدركنا أحدا يفسرها. وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصاغاني ، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا محمد بن فليح عن أبيه عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين قال : بينما أنا جالس في المسجد إذ جاء قتادة بن النعمان فجلس فتحدث فثاب إليه أناس ثم قال : انطلق بنا إلى أبي سعيد الخدري فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد الخدري فوجدناه مستلقيا واضعا رجله اليمنى على اليسرى فسلمنا وجلسنا فرفع قتادة يده إلى رجل أبي سعيد الخدري فقرصها قرصة شديدة فقال أبو سعيد : سبحان الله يا ابن أم
__________________
(١) الحديث أخرجه ابن ماجة في المقدمة ١٨١ عن طريق أبي بكر بن شيبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره. في الزوائد : وكيع ذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجاله احتج بهم مسلم وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند ٤ : ١١ ، ١٢ (حلبي).
(٢) سبق تخريج هذا الحديث.