أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا ابن أبي شيبة ، ومحمد بن العلاء ، أن أبا أسامة أخبرهم ، عن عمر بن حمزة ، قال : قال سالم : أخبرني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يطوي الله عزوجل السموات يوم القيامة ، ثم يأخذهن بيده اليمنى ، ثم يقول : أنا الملك ، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين يأخذهن ، قال ابن العلاء بيده الأخرى ، ثم يقول : أنا الملك ، أين الجبارون؟ أين المتكبرون»؟
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق ـ إملاء ـ حدثنا إبراهيم ابن إسحاق الحربي وموسى بن إسحاق الأنصاري ، قالا : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أبو أسامة ... فذكره باسناده نحوه إلا أنه قال : ثم يطوي الأرضين بشماله. رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة هكذا. وذكر الشمال فيه تفرد به عمر بن حمزة عن سالم. وقد روى هذا الحديث نافع وعبيد الله بن مقسم ، عن ابن عمر ، لم يذكرا فيه الشمال. ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي صلىاللهعليهوسلم فلم يذكر فيه أحد منهم الشمال. وروي ذكر الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة ، إلا أنه ضعيف بمرة تفرد بأحدهما جعفر ابن الزبير ، وبالآخر يزيد الرقاشي ، وهما متروكان. وكيف يصح ذلك؟ وصحيح عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه سمى كلتي يديه يمينا. وكأن من قال ذلك أرسله من لفظه على ما وقع له أو على عادة العرب في ذكر الشمال في مقابلة اليمين.
أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال البزاز ، حدثنا يحيى بن الربيع المكي ، حدثنا سفيان ـ أراه عن عمرو بن دينار ـ عن عمرو بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» (١). رواه مسلم في الصحيح ، عن زهير بن حرب وغيره عن سفيان (٢).
__________________
(١) الحديث أخرجه الامام مسلم ـ في كتاب الامارة ، ٥ باب فضيلة الامام العادل ١٨ (١٨٢٧) عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره. والنسائي في آداب القضاء ١ أو أحمد بن حنبل في المسند ٢ : ١٦٠ (حلبي).
(٢) سبق تخريج هذا الحديث قريبا من هذا.