أن هذا القول لآدم لا يكون على لسان ملك يناديه بصوت : إن الله (تبارك وتعالى) يأمرك. فيكون قوله : فينادي بصوت. يعني ـ والله أعلم ـ يناديه ملك بصوت. وهذا ظاهر في الخبر ، وبالله التوفيق.
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو محمد ، عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ، ببغداد ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا علي بن عاصم ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر ، أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : نا أبو العباس ، محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا علي بن عاصم ، أنا الفضل بن عيسى ، نا محمد بن المنكدر ، نا جابر بن عبد الله ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : لما كلم الله موسى يوم الطور ، كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه ، قال له موسى : يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به يوم ناديتني؟ قال : يا موسى ، لا ، إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان. ولي قوة الألسنة كلها ، وأنا أقوى من ذلك. فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل ، قالوا : يا موسى صف لنا كلام الرحمن. قال : سبحان الله ، ومن يطيق؟ قالوا : فشبهه لنا. قال : ألم تروا إلى أصوات الصواعق حين تقبل في أحلى حلاوة سمعتموه ، فإنه قريب منه وليس به.
قال علي بن عاصم : فحدثت بهذا الحديث في مجلس الزهري عن رجل ، عن كعب ، قال : لما كلم الله موسى يوم الطور ، كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه ، فقال له موسى : يا رب ، هذا الذي كلمتني به يوم ناديتني؟ قال : يا موسى ، إنما كلمتك بما تطيق به ، بل أخفها لك ، ولو كلمتك بأشد من هذا ، لمت.
لفظ حديث يحيى بن أبي طالب. فهذا حديث ضعيف ، الفضل بن عيسى الرقاشي ضعيف الحديث. جرحه أحمد بن حنبل ، ومحمد بن إسماعيل البخاري (رحمهماالله). وحديث كعب منقطع.
وقد روي من وجه آخر موصولا ، أخبرناه أبو محمد السكري ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ،