متعلقا بالمكون فيما لا يزال. فلا يكون لا يزال إلا وهو كائن على مقتضى تعلق الأمر به. وهذا كما أن الأمر من جهة صاحب الشرع متعلق الآن بصلاة غد ، وغد غير موجود متعلق بمن لم يخلق من المكلفين إلى يوم القيامة ، وبعد لم يوجد بعضهم إلا أن تعلقه بها وبهم على الشرط الذي يصح فيما بعد. كذلك قوله في التكوين. والله أعلم.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الفضل بن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن سلمة ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن سهيل ، قال : كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ، ثم يقول : اللهم رب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول ، فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. وكان يروي ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، رواه مسلم في الصحيح (١) عن زهير بن حرب ، عن جرير رضي الله عنه. فهو ذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فصل بين المخلوق وغير المخلوق ، فأضاف المخلوق إلى خالقه بلفظ يدل على الخلق. وأضاف التوراة والإنجيل والفرقان إلى الله تعالى بلفظ لا يدل على الخلق ، ولم يجمع بين المذكورين في الذكر. وبالله التوفيق.
أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلاد ، حدثنا أحمد بن حفص ، قال : حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن الأعمش ، عن موسى بن المسيب ، عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : يقول الله (عزوجل) : ... فذكر الحديث إلى أن قال :
__________________
(١) رواية الإمام مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ٦١ (٢٧١٣) بسنده عن سهيل قال : كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام وذكره.
وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ٣٤٠٠ بسنده عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأمرنا : وذكره. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وأحمد بن حنبل في المسند ٢ : ٣٨١ حلبي.