قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأسماء والصفات

    الأسماء والصفات

    الأسماء والصفات

    تحمیل

    الأسماء والصفات

    107/789
    *

    وقيل : بل المؤمن : الموحد نفسه ، لقوله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) (١).

    وقيل : بل المؤمن : الذي آمن عباده المؤمنين من عذابه في القيامة.

    وقيل : هو الذي آمن خلقه من ظلمه.

    وقد دخل أكثر هذه الوجوه في ما قاله الحليمي إلا أن هذا أبين.

    ومنها : (المهيمن): قال الله (عزوجل) : (الْمُهَيْمِنُ) (٢). ورويناه في خبر الأسامي.

    قال الحليمي : ومعناه لا ينقص المطيعين يوم الحساب من طاعتهم شيئا فلا يثيبهم عليه ، لأن الثواب لا يعجزه ، ولا هو مستكره عليه ، فيضطر إلى كتمان بعض الأعمال أو جحدها. وليس ببخيل فيحمله استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها ، ولا يلحقه نقص بما يثيب ، فيحبس بعضه ، لأنه ليس منتفعا بملكه حتى إذا نفع غيره به ، زال انتفاعه بنفسه ، وكما لا ينقص المطيع من حسناته شيئا لا يزيد العصاة على ما اجترحوه من السيئات شيئا فيزيدهم عقابا على ما استحقوه ، لأن واحدا من الكذب والظلم غير جائز عليه. وقد سمى عقوبة أهل النار جزاء ، فما لم يقابل منها ذنبا ، لم يكن جزاء ، ولم يكن وفاقا ، فدل ذلك على أنه لا يفعله.

    قلت : وهذا الذي ذكره شرح قول أهل التفسير في المهيمن إنه الأمين (٣).

    قال أبو سليمان : وأصله مؤيمن ، فقلبت الهمزة هاء لأن الهاء أخف من الهمزة. وهو على وزن مسيطر ومبيطر.

    __________________

    (١) سورة آل عمران آية ١٨.

    (٢) سورة الحشر آية ٢٣.

    (٣) قال تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) سورة المائدة آية ٤٨.