رسول الله صلىاللهعليهوسلم نساءه ، فدخل على النبيّ عليهالسلام فسأله : أطلّقت نساءك؟ قال : «لا». فخرج فنادى : ألا إنّ رسول الله لم يطلّق نساءه. فنزلت هذه الآية. فكان هو الذي استنبط الأمر. انفرد بإخراجه مسلم ، من حديث ابن عباس ، عن عمر.
(٣٢٠) والثاني : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا بعث سريّة من السّرايا فغلبت أو غلبت ، تحدّثوا بذلك ، وأفشوه ، ولم يصبروا حتى يكون النبيّ هو المتحدّث به. فنزلت هذه الآية. رواه أبو صالح ، عن ابن عباس.
وفي المشار إليهم بهذه الآية قولان : أحدهما : أنهم المنافقون. قاله ابن عباس ، والجمهور. والثاني : أهل النّفاق ، وضعفة المسلمين ، ذكره الزجّاج. وفي المراد بالأمن أربعة أقوال : أحدها : فوز السّريّة بالظّفر والغنيمة ، وهو قول الأكثرين. والثاني : أنه الخبر يأتي إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه ظاهر على قوم ، فيأمن منهم ، قاله الزجّاج. والثالث : أنه ما يعزم عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الموادعة والأمان لقوم ، ذكره الماورديّ. والرابع : أنه الأمن يأتي من المأمن وهو المدينة ، ذكره أبو سليمان الدّمشقيّ مخرّجا من حديث عمر. وفي (الْخَوْفِ) ثلاثة أقوال : أحدها : أنه النّكبة التي تصيب السّريّة ، ذكره جماعة من المفسّرين. والثاني : أنه الخبر يأتي أنّ قوما يجمعون للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فيخاف منهم ، قاله الزجّاج. والثالث : ما يعزم عليه النبيّ من الحرب والقتال ، ذكره الماورديّ.
قوله تعالى : (أَذاعُوا بِهِ) قال ابن قتيبة : أشاعوه. وقال ابن جرير : والهاء عائدة على الأمر. قوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ) يعني : الأمر (إِلَى الرَّسُولِ) حتى يكون هو المخبر به (وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) وفيهم أربعة أقوال : أحدها : أنهم مثل أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، قاله ابن عباس. والثاني : أنهم أبو بكر ، وعمر ، قاله عكرمة. والثالث : العلماء ، قاله الحسن ، وقتادة ، وابن جريج. والرابع : أمراء السّرايا ، قاله ابن زيد ، ومقاتل. وفي (الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ) قولان : أحدهما : أنهم الذين يتتبّعونه من المذيعين له ، قاله مجاهد. والثاني : أنّهم أولو الأمر ، قاله ابن زيد. و «الاستنباط» في اللغة : الاستخراج. قال الزجّاج : أصله من النّبط ، وهو الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر ، يقال من ذلك : قد أنبط فلان في غضراء ، أي : استنبط الماء من طين حرّ. والنّبط : سمّوا نبطا ، لاستنباطهم ما يخرج من الأرض.
قال ابن جرير : ومعنى الآية : وإذا جاءهم خبر عن سريّة للمسلمين بخير أو بشر أفشوه ، ولو سكتوا حتى يكون الرسول وذوو الأمر يتولّون الخبر عن ذلك ، فيصحّحوه إن كان صحيحا ، أو يبطلوه إن كان باطلا ، لعلم حقيقة ذلك من يبحث عنه من أولي الأمر.
قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ). في المراد بالفضل أربعة أقوال : أحدها : أنه رسول الله. والثاني : الإسلام. والثالث : القرآن. والرابع : أولو الأمر. وفي الرّحمة أربعة أقوال : أحدها : أنها الوحي. والثاني : اللّطف. والثالث : النّعمة. والرابع : التّوفيق.
__________________
(٣٢٠) عزاه المصنف لأبي صالح عن ابن عباس ، وراوية أبي صالح هو الكلبي ، وهو ممن يضع الحديث ، فالخبر لا شيء.