نسبهم. والثاني : أنه اسم للميّت ، قاله ابن عباس : والسّدّيّ ، وأبو عبيدة في جماعة. قال القاضي أبو يعلى : الكلالة : اسم للميّت ، ولحاله ، وصفته ، ولذلك انتصب. والثالث : أنه اسم للميّت والحيّ ، قاله ابن زيد.
وفيما أخذت منه الكلالة قولان : أحدهما : أنه اسم مأخوذ من الإحاطة ، ومنه الإكليل ، لإحاطته بالرأس. والثاني : أنه مأخوذ من الكلال ، وهو التّعب ، كأنه يصل إلى الميراث من بعد وإعياء. قال الأعشى :
فآليت لا أرثي لها من كلالة |
|
ولا من حفى حتّى تزور محمّدا |
قوله تعالى : (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ) يعني : من الأمّ بإجماعهم.
قوله تعالى : (فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ) قال قتادة : ذكرهم وأنثاهم فيه سواء.
قوله تعالى : (غَيْرَ مُضَارٍّ) قال الزجّاج : «غير» منصوب على الحال ، والمعنى : يوصي بها غير مضارّ ، يعني : للورثة.
(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣))
قوله تعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ) قال ابن عباس : يريد ما حدّ الله من فرائضه في الميراث (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) في شأن المواريث (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ) قرأ ابن عامر ، ونافع : «ندخله» بالنون في الحرفين جميعا ، والباقون بالياء فيهما.
(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (١٤))
قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ) فلم يرض بقسمه (يُدْخِلْهُ ناراً) ، فإن قيل : كيف قطع للعاصي بالخلود؟ فالجواب : أنه إذا ردّ حكم الله ، وكفر به ، كان كافرا مخلّدا في النار.
(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥))
قوله تعالى : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ) قال الزجّاج : «التي» تجمع اللاتي واللواتي. قال الشاعر :
من اللواتي والتي واللاتي |
|
زعمن أنّي كبرت لداتي (١) |
وتجمع اللاتي بإثبات التاء وحذفها. قال الشاعر :
من اللاتي لم يحججن يبغين حسبة |
|
ولكن ليقتلن البريء المغفّلا |
والفاحشة : الزّنى في قول الجماعة.
__________________
(١) قال البغدادي في «خزانة الأدب» ٢ / ٥٦٠ لا أعرف ما قبله ولا قائله مع كثرة وجوده في كتب النحو ، وهو في «القرطبي» قال الجوهري : أنشد أبو عبيدة. وفي «اللسان» : أنشده أبو عمرو ـ مادة لتا