الذين حالوا بين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبين مكّة يوم الحديبية ، قاله ابن زيد.
وفي المراد بخرابها قولان : أحدهما : أنه نقضها. والثاني : منع ذكر الله فيها.
قوله تعالى : (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) ، فيه قولان : أحدهما : أنه إخبار عن أحوالهم بعد ذلك. قال السّدّيّ : لا يدخل روميّ بيت المقدس إلّا وهو خائف أن يضرب عنقه ، أو قد أخيف بأداء الجزية. والثاني : أنه خبر في معنى الأمر ، تقديره : عليكم بالجدّ في جهادهم كي لا يدخلها أحد إلا وهو خائف. (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) ، فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنّ خزيهم الجزية ، قاله ابن عباس. والثاني : أنه فتح القسطنطينة ، قاله السّدّيّ. والثالث : أنه طردهم عن المسجد الحرام ، فلا يدخله مشرك أبدا ظاهرا ، قاله ابن زيد.
(وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥))
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ). في نزولها أربعة أقوال :
(٣٨) أحدها : أنّ الصحابة كانوا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة في ليلة مظلمة ، فلم يعرفوا القبلة ، فجعل كلّ واحد منهم مسجدا بين يديه وصلّى ، فلمّا أصبحوا إذا هم على غير القبلة ، فذكروا ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. رواه عامر بن ربيعة.
(٣٩) والثاني : أنها نزلت في التّطوّع بالنّافلة. قاله ابن عمر.
(٤٠) والثالث : أنه لمّا نزل قوله تعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (١) ، قالوا : إلى أين؟ فنزلت هذه الآية ، قاله مجاهد.
(٤١) والرابع : أنه لمّا مات النّجاشيّ ، وأمرهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم بالصّلاة عليه ؛ قالوا : إنه كان لا يصلّي إلى القبلة ؛ فنزلت هذه الآية ، قاله قتادة.
____________________________________
(٣٨) حسن بشواهده. أخرجه الترمذي ٣٤٥ ـ ٢٩٥٧ وابن ماجة ١٠٢٠ والدارقطني ١ / ٢٧٢ والبيهقي في السنن ٢ / ١١ والعقيلي في الضعفاء ١ / ٣١ وأبو نعيم ١ / ١٧٩ والطبري ١٨٤٣ و ١٨٤٥ وفيه أشعث بن سعيد ، وبه أعله الترمذي وتوبع عند الطيالسي وإنما علته عاصم بن عبيد الله ، وهو واه.
وورد من حديث جابر أخرجه الدارقطني ١ / ٧٢ والحاكم ١ / ٢٠٦ والبيهقي ٢ / ١٠ ـ ١٢ وإسناده ضعيف لضعف أبي سهل. وورد من طرق واهية تبلغ درجة الحسن أو تقرب من الحسن كما قال ابن كثير ١ / ١٦٣.
(٣٩) صحيح. أخرجه البخاري ١٠٩٦ ومسلم ٧٠٠ ومالك ١ / ١٥١ وأحمد ٢ / ٦٦ وأبو داود ١٢٢٤ والنسائي ١ / ٢٤٣ وابن الجارود ٢٧٠ وابن حبان ٢٥١٧ والبيهقي ٢ / ٤. عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلّي ، وهو مقبل من مكة إلى المدينة ، على راحلته حيث كان وجهه قال : وفيه نزلت (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) ؛ واللفظ لمسلم. وانظر «تفسير القرطبي» ٢ / ٧٨.
(٤٠) ضعيف أخرجه الطبري ١٨٤٩ عن مجاهد مرسلا ، والمرسل من قسم الضعيف وهو بهذا اللفظ منكر.
(٤١) ضعيف. أخرجه الطبري ١٨٤٦ عن قتادة مرسلا ، فهو ضعيف بهذا اللفظ. وكونه عليهالسلام صلّى على النجاشي دون نزول الآية. أخرجه البخاري ١٣١٧ و ١٣٢٠ ومسلم ٩٥٢ من حديث جابر.
__________________
(١) غافر : ٦٠.