يقتلوا ، وفي أهل الكتاب أن يقتلوا إلّا أن يؤدّوا الجزية فلما أظهر هؤلاء الإيمان وهم كفار صدّوا المؤمنين بما أظهروه عن قتلهم.
(لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١٧)
أي لن تنتفعوا بالأموال فتفتدوا بها ، ولن ينفعهم أولادهم فينصروهم ويستنقذوهم مما هم فيه من العذاب. (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ويجوز النصب على الحال في غير القرآن.
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) (١٨)
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) أي فيحلفون له على الباطل ، وهذا دليل بيّن على بطلان قول من قال : إنّ أحدا لا يتكلّم يوم القيامة إلّا بالحق لما يعاين. (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ) أي على شيء ينفعهم. (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) كسرت إنّ لأنها مبتدأة ، وسمعت علي بن سليمان يجيز فتحها ؛ لأن معنى ألا حقا.
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) (١٩)
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ) هذا مما جاء على أصله ولو جاء على الإعلال لكان استحاذ ، كما يقال : استصاب فلان رأي فلان ولا يقال : استصوب. قال أبو جعفر : إنما جاء على أصله مما يؤخذ سماعا من العرب لا مما يقاس عليه ، وقيل : يعلّ الرباعي اتباعا للثلاثي فلما كان يقال : استحوذ عليه إذا غلبه ولا يقال حاذ في هذا المعنى ، وإنما يقال : حاذ الإبل إذا جمعها فلمّا لم يكن له ثلاثيّ جاء على أصله. (أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) حزبه أولياؤه وأتباعه وجموعه والخاسر الذي قد خسر في صفقته.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) (٢٠)
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) قال قتادة : يعادونه وقال مجاهد : يشاقون ، وقيل : معناه يخالفون حدود الله جلّ وعزّ فيما أمر به. وحقيقته في العربية يصيرون في حدّ غير حدّه الذي حدّه ، والأصل يحاددون فأدغمت الدال في الدال. (أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) أي ممن يلحقه الذل ، وأولئك وما بعد خبر عن الذين.
(كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٢١)
(كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) قيل : أي كتب في اللوح المحفوظ ، وجعله