(٥٧)
شرح إعراب سورة الحديد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١)
(سَبَّحَ) عظّم ورفّع مشتق من السباحة وهي الارتفاع ، والتقدير : ما في السّموات وما في الأرض ، وحذفت «ما» على مذهب أبي العباس وهي نكرة لا موصولة لأنه لا يحذف الاسم الموصول ، وأنشد النحويون : [الرجز]
٤٦٣ ـ لو قلت ما في قومها لم تيثم |
|
يفصلها في حسب وميسم(١) |
فالتقدير : من يفضلها (٢). (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) مبتدأ وخبره أي العزيز في انتقامه ممن عصاه الذي لا ينتصر منه من عاقبه من أعدائه الحكيم في تدبّره خلقه الذي لا يدخل في تدبيره خلل.
(لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢)
(لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) رفع بالابتداء. (يُحْيِي وَيُمِيتُ) في موضع نصب على الحال ، ومرفوع لأنه فعل مستقبل. (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) مبتدأ وخبره.
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٣)
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) مثله. ولم ينطق من الأول بفعل ، وهو على أفعل ؛ لأن فاءه وعينه من موضع واحد فاستثقل ذلك والآخر ليس بجار على الفعل لأنه من تأخّر.
__________________
(١) الرجز لحكيم بن معيّة في خزانة الأدب ٥ / ٦٢ ، وله أو لحميد الأرقط في الدرر ٦ / ١٩ ، ولأبي الأسود الحماني في شرح المفصّل ٣ / ٥٩ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٧١ ، ولأبي الأسود الجمالي (وهذا تصحيف) في شرح التصريح ٢ / ١١٨ ، وبلا نسبة في الكتاب ٢ / ٣٦٤ ، والخصائص ٢ / ٣٧٠ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٠٠ ، وشرح عمدة الحافظ ٥٤٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٠.
(٢) انظر الكتاب ٢ / ٣٦٤ (يريد : ما في قومها أحد ، فحذفوا).