قيل : هل مثل الأول أي عن الدين ، وقيل : إنهم عن طريق الجنة لعادلون حتى يصيروا إلى النار.
(وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ) أي لو رددناهم إلى الدنيا ولم ندخلهم النار وامتحنّاهم. (لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ) قال السّدّي : أي في معصيتهم. (يَعْمَهُونَ). قال الأخفش : يترددون.
(وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) قال الضحاك : أي بالجوع.
(حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) قال عكرمة : هو باب من أبواب جهنم عليه من الخزنة أربعمائة ألف ، سود وجوههم ؛ كالحدأ أنيابهم ، قد قلعت الرحمة من قلوبهم إذا بلغوه فتحه الله عليهم.
قل ... لله وقل ... الله (١) قد ذكرناه بما لا يحتاج إلى زيادة.
(عالِمِ الْغَيْبِ) ، قراءة أهل المدينة وأهل الكوفة على إضمار مبتدأ ، وقراءة أبي عمرو (عالِمِ الْغَيْبِ) (٢) بالخفض على النعت لله جلّ وعزّ وأكثر النحويين الكوفيين والبصريين يذهبون إلى أن الرفع أولى. فحجّة البصريين أنّ قبله رأس آية وقد تمّ الكلام فالابتداء أحسن ، وحجّة الكوفيين منهم الفراء (٣) أن الرفع أولى قال : لأنه لو كان مخفوضا لكان بالواو فكان يكون عالم الغيب وتعالى ، فلما كان «فتعالى» كان الرفع أولى.
قال أبو إسحاق : ويجوز «ربّ» بضم الباء ، ويجوز «ربّي» بإسكان الياء وفتحها.
و «إنّ» هاهنا للشرط و «ما» زائدة للتوكيد فلمّا زيدت «ما» حسن دخول النون للتوكيد ،
__________________
(١) يشير إلى الآيات ٨٥ ، و ٨٧ و ٨٩ من السورة.
(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٨٦.
(٣) انظر معاني الفراء ١٢١.