قائمة الکتاب
شرح إعراب سورة ص
٣٠٢
إعدادات
إعراب القرآن [ ج ٣ ]
إعراب القرآن [ ج ٣ ]
المؤلف :أبي جعفر أحمد بن محمّد بن إسماعيل النحّاس [ ابن النحّاس ]
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :320
تحمیل
(كَمْ) في موضع نصب بأهلكنا. (فَنادَوْا) قال قتادة : فنادوا في غير نداء. قال أبو جعفر : ومعناه على قوله في غير نداء ينجي ، كما قال الحسن : نادوا بالتوبة وليس حين توبة ولا ينفع العمل. وهذا تفسير من الحسن لقوله جلّ وعزّ (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) ، قال ليس حين. فأما إسرائيل فيروى عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) قال : ليس بحين نزو ولا فرار ، قال ضبط القوم جميعا. قال أبو جعفر :
وأصله من ناص ينوص إذا تأخّر ، ويقال : ناص ينوص إذا تقدّم. وأما «ولات حين» فقد تكلّم النحويون فيه وفي الوقوف عليه ، وكثّر فيه أبو عبيد القاسم بن سلام في «كتاب القراءات» ، وكلّ ما جاء به فيه إلّا يسيرا مردود. قال سيبويه (١) : لات مشبّهة بليس ، والاسم فيها مضمر أي ليست أحياننا حين مناص ، وحكي أنّ من العرب من يرفع بها فيقول (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) (٢) ، وحكي أنّ الرفع قليل ، ويكون الخبر محذوفا كما كان الاسم محذوفا في النصب أي ولات حين مناص لنا. والوقوف عليها عند سيبويه والفراء (٣) ، وهو قول أبي الحسن بن كيسان وأبي إسحاق ، ولات بالتاء ثم تبتدئ حين مناص. قال أبو الحسن بن كيسان : والقول كما قال سيبويه ؛ لأنه شبّهها بليس فكما تقول ليست تقول : لات. والوقوف عليها عند الكسائي بالهاء ولاه ، وهو قول محمد ابن يزيد ، كما حكى لنا عنه علي بن سليمان ، وحكي عنه أنّ الحجّة في ذلك أنها «لا» دخلت عليها الهاء لتأنيث الكلمة ، كما يقال : ثمّة وربّة. وأما أبو عبيد فقال : اختلف العلماء فيها فقال بعضهم : لات ثم تبتدئ فتقول : حين. ثم لم يذكر عن العلماء غير هذا القول وكلامه يوجب غير هذا ثم ذكر احتجاجهم بأنها في المصاحف كلّها كذا ثم قال : وهذه حجّة لو لا أنّ ثمّ حججا تردّها ثم ذكر حججا لا يصحّ منها شيء ، وسنذكرها إن شاء الله تعالى ، ونبين ما يردّها. قال : والوقوف عندي بغير تاء ثم تبتدئ بحين مناص ثم ذكر الحجج فقال : إحداهنّ أنّا لم نجد في كلام العرب لات إنما هي «لا». قال أبو جعفر : لو لم يكن في هذا من الردّ إلا اجتماع المصاحف على ما أنكره فكيف وقد روي خلاف ما قال جميع النحويين المذكورين من البصريين والكوفيين ، فقال سيبويه : «لات» مشبهة بليس ، وقال الفراء عن الكسائي أحسبه أنه سأل أبا السمّال فقال : كيف تقف على ولات؟ فوقف عليها بالهاء. قال أبو عبيد : والحجة الثانية أنّ تفسير ابن عباس يدلّ على ذلك ؛ لأن ابن عباس قال : ليس حين نزو ولا فرار. قال أبو جعفر : تفسير ابن عباس يدلّ على أن الصحيح غير قوله ، ولو كان على قوله لقال ابن عباس ليس تحين مناص ، ولم يرو هذا أحد. قال أبو عبيد : والحجة الثالثة أنّا لم نجد
__________________
(١) انظر الكتاب ١ / ١٠١.
(٢) انظر البحر المحيط ٧ / ٣٦٨.
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٩٨.