ليس في الأفعال يفعل ، كما أنك إذا سمّيت بيعفر صرفته وإن سمّيته بيعفر لم تصرفه.
(إِذْ أَبَقَ) قال محمد بن يزيد : أصل أبق تباعد ومنه : غلام آبق وأبق وقال غيره :
إنما قيل يونس أبق لأنه خرج لغير أمر الله جلّ وعزّ مستترا من الناس. (إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) قال الفراء : (١) الفلك يذكّر ويؤنّث ويذهب به إلى معنى الجميع ، وقال غيره :
إذا ذهب به إلى معنى الجمع فهو جمع فلك مثل : وثن ووثن.
(فَساهَمَ) قال محمد بن يزيد : فقارع قال : وأصله من السّهام التي تجال (فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) أي من المغلوبين به. قال الفراء (٢) : يقال : دحضت حجّته وأدحضها الله وأصله من الزلق.
من ألام إذا أتى بما يجب أن يلام عليه مثل : أحمق فهو محمق ، فأما الملوم فهو الذي يلام استحق ذلك أو لم يستحق.
قال الكسائي : لم يكسر «أنّ» لدخول اللام لأن اللام ليست لها. قال أبو جعفر :
والأمر كما قال إنما اللام في جواب لو لا وعن ابن مسعود وابن عباس «فلو لا أنه كان من المسبحين» قالا أي من المصلين. قال قتادة : كان يصلّي قبل ذلك فحفظ الله جل وعز له ذلك فنجاه. قال الربيع بن أنس : لو لا أنه كان قبل ذلك له عمل صالح (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال : ومكتوب في الحكمة أن العمل الصالح يرفع ربّه إذا عشر.
قال سعيد بن جبير : لما قال لا إله إلا أنت سبحانك أنّي كنت من الظالمين قذفه الحوت.
مما يسأل عنه يقال : خبّر الله جلّ وعزّ هاهنا أنه نبذ بالعراء وقال جلّ وعزّ (لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) [القلم : ٤٩] فالجواب أن الله جلّ وعزّ خبّر هاهنا أنه نبذه بالعراء وهو غير مذموم ولو لا نعمة الله جلّ وعزّ عليه لنبذه بالعراء وهو مذموم. وحكى الأخفش في جمع سقيم : سقمي وسقامى وسقام.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٩٣.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٩٣.