(الَّذِي) في موضع نصب نعت لرب ، ولو كان بالألف واللام قلت : المحرّمها ، فإن كان نعتا للبلدة المحرّمها هو ، لا بدّ من إظهار المضمر مع الألف واللام لأن الفعل جرى على غير من هو له فإن قلت : الذي حرّمها لم تحتج أن تقول هو.
(وَأَنْ أَتْلُوَا) نصب بأن. قال الفراء (١) : وفي إحدى القراءتين وأن أتل القرآن (٢) ، وزعم أنه في موضع جزم بالأمر فلذلك حذفت منه الواو. قال أبو جعفر :
ولا نعرف أحدا قرأ بهذه القراءة وهي مخالفة لجميع المصاحف ، وقوله في موضع جزم خطأ عند البصريين لأنه لا يكون جزم بلا جازم ، وتقديره اللام خطأ لم يكن بدّ من المجيء بحرف المضارعة فكيف تضمر اللام وهي إذا جيء بها كان الكلام على غير ذلك ، وحروف الجزم لا تضمر ، وهذا الفعل لا يجوز أن يكون معربا لأنه ليس بالمضارع. قال سيبويه : أسكنوها لأنها لا يوصف بها ولا تقع موقع المضارعة.
(وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) بالتاء ليكون الكلام على نسق واحد ، وبالياء على أن يردّ إلى ما قبله أو على تحويل المخاطبة.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٠١.
(٢) انظر البحر المحيط ٧ / ٩٦ ، ومختصر ابن خالويه ١١١.