(إِذْ) في موضع نصب أي اذكر. وحكى الفراء : وإذي بالياء ، وفي قراءة ابن مسعود تبوّى للمؤمنين (١) والمعنى واحد أي تتّخذ للمؤمنين مقاعد ومنازل ولم ينصرف مقاعد لأن هذا الجمع لا نظير له في الواحد ولهذا لم يجمع. (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ابتداء وخبر أي سميع لما قالوا عليم بما يخفون.
(إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٢٢)
(إِذْ) في موضع نصب بتبوّئ ، والمصدر همّا ومهمة وهمّة وهمما. (أَنْ تَفْشَلا) نصب بأن فلذلك حذفت منه النون. (وَاللهُ وَلِيُّهُما) ابتداء وخبر. (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) وإن شئت كسرت اللام الأولى وهو الأصل ومعنى توكّلت على الله ، تقوّيت به وتحفّظت.
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٢٣)
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) جمع ذليل وجمع فعيل إذا كان نعتا على فعلاء فكرهوا أن يقولوا : ذللاء لثقله فقالوا : أذلّة جعلوه بمنزلة الاسم نحو رغيف وأرغفة.
(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) (١٢٤)
(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) وإن شئت أدغمت اللام في اللام وجاز الجمع بين ساكنين لأن أحدهما حرف مدّ ولين.
(بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) (١٢٥)
(بَلى) تم الكلام. و (إِنْ تَصْبِرُوا) شرط. (وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ) نسق. (هذا) نعت لفورهم. (يُمْدِدْكُمْ) جواب. (بِخَمْسَةِ آلافٍ) دخلت الهاء لأن الألف مذكّر.
(وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (١٢٦)
(وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) لام كي أي ولتطمئنّ قلوبكم به جعله (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
__________________
(١) انظر معاني الفراء ١ / ٢٣٣ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٩.