وقوله تعالى (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ) وقوله تعالى (لا يَظْلِمُ النَّاسَ
شَيْئاً) وغير ذلك مما تعلق المدح بالنفي ، فكان اثباته نقصا . والآية فيها مدح بلا خلاف وان اختلفوا في جهة المدح. والإدراك
في الآية بمعنى الرؤية لأنه نفى عن نفسه ما اثبته لنفسه بقوله (وَهُوَ يُدْرِكُ
الْأَبْصارَ).
وقوله (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ، إِلى
رَبِّها ناظِرَةٌ) لا تعارض هذه الآية. لأن النظر المذكور في الآية معناه
الانتظار ، فكأنه قال : لثواب ربها منتظرة . ومثله قوله «وإني مرسلة إليهم
بهدية فناظرة «بم يرجع» ..» أي منتظره. وليس النظر بمعنى الرؤية في شيء من كلام
العرب ، ألا ترى انهم يقولون : نظرت الى الهلال فلم أره ، فيثبتون النظر وينفون
الرؤية ، ولو كان معناه الرؤية لكان ذلك مناقضه ، ويقولون ما زلت أنظر إليه حتى
رأيته ، ولا يقولون ما زلت أراه حتى رأيته ، ولو سلم ان النظر بمعنى الرؤية لجاز
__________________