وقوله تعالى (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ) (١) وقوله تعالى (لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً) (٢) وغير ذلك مما تعلق المدح بالنفي ، فكان اثباته نقصا (٣). والآية فيها مدح بلا خلاف وان اختلفوا في جهة المدح. والإدراك في الآية بمعنى الرؤية لأنه نفى عن نفسه ما اثبته لنفسه بقوله (٤) (وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ).
وقوله (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٥) لا تعارض هذه الآية. لأن النظر المذكور في الآية معناه الانتظار ، فكأنه قال : لثواب ربها منتظرة (٦). ومثله قوله (٧) «وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة «بم يرجع» (٨) ..» أي منتظره. وليس النظر بمعنى الرؤية في شيء من كلام العرب ، ألا ترى انهم يقولون : نظرت الى الهلال فلم أره ، فيثبتون النظر وينفون الرؤية ، ولو كان معناه الرؤية لكان ذلك مناقضه ، ويقولون ما زلت أنظر إليه حتى رأيته ، ولا يقولون ما زلت أراه حتى رأيته ، ولو سلم ان النظر بمعنى الرؤية لجاز
__________________
(١) سورة الأنعام : ١٠١. وفي الأصل اضاف «ولا ولدا» ، وهو اشتباه. والوارد في سورة الجن «ما اتخذ صاحبه ولا ولدا».
(٢) سورة يونس : ٢٤.
(٣) في (أ) : نقضا ، وفي ب : نفيا. والصحيح ما اثبتناه.
(٤) في ب : وبقوله ـ بالعطف بالواو.
(٥) سورة القيامة : ٢٣.
(٦) في ب : مستنظرة.
(٧) سورة النمل : ٣٥.
(٨) ما بين القوسين ساقط من ب.