أو معتادا.
الثاني : إنه لو كان ذلك بالعادة لوجب ان يكون من لا يعرف العادات ، ولا نشأ بين أهلها «أن يجوز» (١) أن تبنى دار من قبل نفسها ، أو يكتب (٢) كتابة طويلة بلا كاتب ، أو تنسج نساجه عجيبة من غير ناسج. وغير ذلك. والمعلوم خلاف ذلك ، لأنه لا يجوز مثل ذلك إلا مئوف (٣) العقل ، فاسد التصور.
فان قيل : لو خلق الله تعالى عاقلا ابتداء فشاهد قصرا مبنيا ، وكتابة ، هل يعلم (٤) ان لها بانيا وكاتبا أم لا؟ فان قلتم يعلم قلنا وأي طريق له الى ذلك؟ وإن قلتم : لا يعلم بذلك فقد بطل ادعاؤكم العلم.
قلنا : من خلقه الله وحده ابتداء ، وشاهد الكتابة والقصر (٥) ، فهو لا يعلمهما محدثين ، فلذلك لا يعلم لها «كاتبا وبانيا» (٦) ، فيحتاج إلى ان يتأمل حالهما ، حتى يعلمهما محدثين ومتجددين ، فاذا علمهما متجددي (٧) الوجود علم تعلقهما بفاعل. ونظير ذلك ان من
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) في ح : تنكتب.
(٣) اسم مفعول من الآفة. بمعنى العاهة.
(٤) في ب وح هل كان يعلم.
(٥) في ب وح أو القصر.
(٦) في ب وح بانيا وكاتبا.
(٧) في ب وح متجددة.