فصل ـ ١ ـ
الكلام (١) في النبوة
النبي في العرف هو المؤدي عن الله تعالى بلا واسطة من البشر.
ومعنى النبي في اللغة يحتمل أمرين. احدهما : المخبر واشتقاقه يكون من الأنباء الذي هو الأخبار ، ويكون على هذا مهموزا. والثاني : ان يكون مفيدا للرفعة وعلو المنزلة واشتقاقه يكون من النباوة التي هي الارتفاع. ومتى أريد بهذا اللفظ علو المنزلة فلا يجوز إلا بالتشديد بلا همز وعلى هذا يحمل ما روي عنه (ص) انه قال «لا تنبزوا باسمي» أي لا تهمزوه. لأنه أراد علو المنزلة.
ولا يلزم ان يكون كل عالي المنزلة نبيا ، لأن بالعرف صارت هذه اللفظة مختصة بمن علت منزلته لتحمل اعباء الرسالة والقيام بادائها ، اذا كان من البشر ، ولذلك لا توصف الملائكة بانهم انبياء وان كان فيهم رسل من قبل الله تعالى. ولا يمتنع ان يقال أيضا بالهمز ويراد (٢) به الأخبار إلا انه مكروه لما ورد (٣) من الخبر. وقولنا رسول
__________________
(١) ب ، ح : في الكلام.
(٢) ب ، ح : يراد بحذف واو العطف.
(٣) أ ، ب : ورد به الخبر.