«فهلا نفس ليلى شفيعها»
وإنما يدخل بين الإنسان وبين نفسه ما لا تعتبر فيه الرتبة أصلا. ولذلك قال النبي (ص) حين قال لبريرة : «صالحي زوجك وارجعي إليه. فقالت له أتأمرني يا رسول الله فقال لا وانما أنا شافع». فبين أنه شافع الى بريرة وإن كانت دونه فدل على ان الشفاعة لا تعتبر فيها الرتبة أصلا.
وأما تناولها لإسقاط المضار فلا خلاف إنها حقيقة في ذلك ، ولو سلمنا انها حقيقة من الأمرين لخصصناها باسقاط الضرر ، لقوله (ص) «ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» وفي خبر آخر «أعددت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» وهذا خبر تلقته الأمة فلا يمكن ان يقال أنه خبن واحد.
وليس لهم ان يحملوا الخبر على زيادة المنافع لمن (١) تاب لأمرين أحدهما : إنا بينا ان حقيقة الشفاعة في اسقاط المضار. الثاني : إنه لا يخلو ان يشفع فيهم قبل (٢) التوبة فلا يمكن الانتفاع بالمنافع مع انهم في النار ، وإن كان بعد التوبة فلا يسمون أهل الكبائر كما لا يسمى من تاب من كفره كافرا ، فعلم ان المراد ما قلناه من (٣) اسقاط الضرر.
__________________
(١) أ : إن تاب.
(٢) في الأصل : بعد التوبة.
(٣) ب ، ح : في.