اسأت الي بكذا وكذا ويعنفه وينكته (١) وذلك يدل على اجتماع الاستحقاقين وإذا اجتمعا في بعض المواضع علم فساد القول بالإحباط وحمل عليه المواضع المشتبهة. على انا نعلم إنه يحسن فعل الثواب عقيب الطاعة ، ولا يدل ذلك على سقوطه ومتى قالوا ان ذلك لم يحسن لما قلنا ، وكذلك كثير استحقاق المدح مانع من استيفاء القليل من الذم وإن لم يسقطه ، وكذلك نعلم ان من كان (٢) له على غيره مائة الف دينار وله عليه ربع شعير (٣) لم يحسن منه ان يطالبه بالربع من الشعير مع كون المال العظيم عليه ولا أحد يقول ان ذلك يسقط. إلا ترى أنه لو وفاه ماله حسن منه ان يطالبه بالربع من الشعير ، فعلم إنه ثابت ، وكذلك لو كافاه (٤) هذا المحسن على احسانه وقام بشكره حق القيام حسن ان يذمه على كسر قلمه. فدل على انه لم يسقط.
وتعلقهم بالظواهر نحو قوله (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) (٥) وقوله (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) (٦) وقوله (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
__________________
(١) أ : وينكسه.
(٢) أ : كانت.
(٣) أ ، ب : شعيرة ، وكذا الآتي.
(٤) أ ، ب : كافأ.
(٥) هود : ١١٤.
(٦) البقرة : ٢٦٤.