فصل ـ ٧ ـ (*)
الكلام في العوض
فأما الكلام في العوض :
فأول ما نقول ان العوض هو النفع المستحق الخالي من تعظيم وتبجيل. فبكونه نفعا يتميز مما ليس بنفع ، وبكونه مستحقا يتميز من التفضل (١) ، وبخلوه من تعظيم وتبجيل يتميز من الثواب. فاذا ثبت ذلك فكل (٢) ألم يفعله الله تعالى أو يفعل بأمره كالهدايا والاضاحي وغير ذلك أو فعل بإباحته كإباحة ذبح البهائم ، فان عوض ذلك اجمع على الله تعالى. لأنه لو لم يكن فيه عوض لكان ظلما. وذلك (٣) لا يجوز عليه تعالى. ولو كان على المؤلم منا لما حسن الألم لأن ما في مقابلته من الانتصاف لا يحسن (٤) الألم وإنما يحسنه المنافع العظيمة الموفية عليه. وفي علمنا بحسن ذلك اجمع دليل على أن عوضه عليه. وما يفعله الله
__________________
(*) ليس في الأصل.
(١) أ ، ب : التفضيل.
(٢) أ ، ب : وكل.
(٣) سقطت من أ.
(٤) سقطت من أ.