ونقل بعض الناس عن «سقراط» أنه قال : «سبب قيام القيامة : أن الأرض موضوعة على الهواء. والهواء موضوع على النار. والنار والهواء صاعدان بالطبع. فبسبب المدافعة الحاصلة من صعود النار والهواء ، بقيت الأرض واقفة. ثم ان تأثير تلك النار فى الأرض يزداد يوما فيوما. فاذا بلغ الغاية حصل الغليان فى البحار ، وتصاعدت الآخرة العظيمة الحارة منها الى السموات ، ثم ان حر الشمس من فوق وحر هذه الأبخرة المتصاعدة إليها من تحت ، يجتمعان ويصير المجموع مؤثرا فى السموات ، فتصير الأفلاك كالنحاس المذاب ، وينصب الكل ويكون لها لهيب وحرارة فوق الغاية ، والأرواح الشقية (٤) المتعلقة بلذات هذا العالم الجسمانى ، بقيت هناك ، واحترقت بتلك الأجسام الذائبة الحارة المحرقة وهذا هو المراد من جهنم ، ومن الجحيم ، ومن عذاب أهل النار».
وفى المسألة مذاهب سوى ما ذكرناه ، عجيبة. ولنكتف بهذا القدر فى هذه المسألة.
__________________
(٤) السلفية : ب