بينها ، ولكنّها لا تصل إلى حقيقتها ، لأنّ العلم الطبيعي موضوعه آيات الله المودعة في الأشياء كلّها.
وقد أمر القرآن باتّباع العلم الصحيح ، وأثنى على العلماء ، وقد مدحهم في كتابه المجيد بقوله : (وهو الذي جعل لكم النجومَ لتهتدوا بها في ظلمات البرّ والبحر قد فصّلنا الآياتِ لقوم يعلمونَ) (١) ..
وكذلك قوله : (ومن آياته خَلْقُ السماوات والأرضِ واختلافُ ألسنَتِكم وألوانِكم إنّ في ذلك لآيات للعالِمينَ) (٢).
وممّا يؤيّد التجربة والمشاهدة واستعمال الحواس الخمس ولزوم استعمال البصر مع العقل قوله تعالى : (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخَلْق) (٣).
وقوله تعالى : (أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافّات ويقْبِضْنَ) (٤).
وقوله تعالى : (أفلا ينظرون إلا الإبل كيف خُلقت * وإلى السماء كيف رُفعت) (٥).
ويقول عزّ من قائل في استعمال السمع مع العقل : (أفلم يسيروا في الأرض فتكونَ لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها) (٦).
ويقول تبارك وتعالى في لزوم استعمال السمع والبصر مع العقل :
____________
(١) سورة الأنعام ٦ : ٩٧.
(٢) سورة الروم ٣٠ : ٢٢.
(٣) سورة العنكبوت ٢٩ : ٢٠.
(٤) سورة الملك ٦٧ : ١٩.
(٥) سورة الغاشية ٨٨ : ١٧ و ١٨.
(٦) سورة الحج ٢٢ : ٤٦.