الباطنية ودعوه إلى معتقدهم فقبل الدعوة. ثم صار يدعو الناس إليها وضل بسببه خلق كثير ، واجتمع منهم قوم وقطعوا الطريق على الحج وقتلوهم وأرادوا أن يخربوا مكة. فدفع الله تعالى شرهم. وقتلوا عاقبة الأمر (١).
الرابعة : البابكية
__________________
(١) قيل فى سبب تسميتهم القرامطة ، أن حمدان كان رجلا أحمر العينين من سواد الكوفة ، وكان يسمى كرميتة ، فاستثقل الناس هذه اللفظة فخففوها وقالوا قرمط. وكان ظهور القرامطة فى عام ٨١ هجرية فى خلافة المعتضد. وقيل كان ظهورهم فى عام ٢٧٨ ه. وكان الحسين الأهوازي قد سار إلى العراق ولقى حمدان القرمطى ودعاه إلى الباطنية ، فاستجاب له ، وعمل على نشر الدعوة ، ثم خرج منهم بالشام حفيد لميمون بن ديصان يقال له أبو القاسم بن مهرويه ، وقال لمن تبعه : هذا وقت ملكنا ، وقد سير إليهم المعتضد قائده سبكا ، ولكنهم قتلوه فى الحرب ، ودخلوا مدينة الرصافة ، وأحرقوا مسجدها ، ثم قصدوا بعد ذلك إلى دمشق ، فاستقبلهم الحمامى غلام ابن طولون ، وهزمهم إلى الرقة ، فخرج إليهم محمد بن سليمان كاتب المكتفى فى جند من أجناد المكتفى وكان أمير الجيش الأمير أبو الأغر فلما قاربوا حلب كبستهم القرامطة ليلا ووضع فيهم السيوف ، فهرب أبو الأغر في ألف نفس ، ودخل القرامطة حلب وقتلوا تسعة آلاف. وجهز المكتفى الجيوش إلى أبى الأعز ، وجعلت العساكر الطولونية مع بدر الحمامى ، ودارت موقعة بينهم وبين القرامطة وانهزم القرامطة. ثم ظهر سليمان بن الحسن ، وفى سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة وقع الحجيج فى نهب لعشر بقين من المحرم ، وقتل أكثر الحجيج ، وسبى الحرم والذرارى ، ثم دخل مكة فى سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، وقتل من وجده.