بوجه السبيل] ، ثمّ لقيه أصحابه فأخبروه أنّ السبيل مع هؤلاء ـ أي بني العبّـاس ـ لا يجوز ، وأمروه بردّهما؟!
قال : فليفعل.
قال : قد طلب الرجل فلم يجده ، وقيل له : قد قضى [مضى] الرجل.
قال : فليرابط ولا يقاتل.
قلت : في مثل قزوين وعسقلان والديلم ، وما أشبه هذه الثغور؟!
فقال : نعم.
قال : فإن جاء العدوّ إلى الموضع الذي هو فيه مرابط ، كيف يصنع؟
قال : يقاتل عن بيضة الاِسلام [لا عن هؤلاء].
قال : يجاهد؟
قال : لا ، إلاّ أن يخاف على دار المسلمين.
قلت : أرأيتك لو أنّ الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ [يسع] لهم أن يمنعوهم؟
قال : يرابط ولا يقاتل ، فإن خاف على بيضة الاِسلام والمسلمين قاتَل لنفسه لا للسلطان ؛ لأنّ في دروس الاِسلام دروس ذكر محمّـد صلّى الله عليه وآله» (١).
وفي رواية طلحة بن زيد ، عن أبي عبـد الله عليه السلام ، قال : «سألته عن رجل دخل أرض الحرب بأمان فغزا القوم الّذين دخل عليهم قوم آخرون؟
قال : على المسلم أن يمنع نفسه ويقاتل عن حكم الله وحكم رسوله ، وأمّا أن يقاتل الكفّار على الجور وسُنّتهم فلا يحلّ له ذلك» (٢).
____________
(١) وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٦ ح ٢ ، التهذيب ٦ / ١٢٥ ح ٢١٩.
(٢) وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٦ ح ٣.