وقد قام من بعده خليفة له ، ضعيف البدن ضعيف الرأي» (١).
ويظهر أنّ سبب تمرّد وردّة بني أسـد وغطفان وفزارة ، ومناصرتهم لطليحة بن خويلد الكذّاب هو ضعة أبي بكر ، وقولهم بعدم أهليّته للخلافة ؛ إذ نادوا : «لا نبايع أبا الفصيل ـ يعنون أبا بكر ـ» (٢) ، وهذه التكنية تحقيراً لأبي بكر ، وإشارة إلى عمله في الجاهلية ، وهو الدلالة في بيع وشراء الاِبل.
هذه لمحة خاطفة تدلّل على أنّ تدبير الفتوحات وخططها لا تعزى إلى الثلاثة!! كيف ولا مراس لـهم بالحروب وإدارتها وأُمور الجيوش؟! وقـد ولّى رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم أُسامة بن زيد في جيش المسلمين لمحاربة الروم في آخر أيّام حياته ، وأنّ خطط الفتوح وتدبيرها راجعة إلى أسباب وعوامل أُخرى ..
* * *
____________
(١) كتاب الفتوح ١ / ٣٤.
(٢) كتاب الفتوح ١ / ١٤.