قريشي ولا أبطحي» (١).
ويرى الباحث صدق ما أخبر به أبو ذرّ وبقية المهاجرين والأنصار الاثني عشر من تسبّب خيانة أبي بكر وأصحاب السقيفة ، وضعة مكانة أبيبكر في تمرّد القبائل وطمعها في الخلافة ، واسترابتها في الدين.
ثمّ قال ابن أعثم : «جاء لزياد بن لبيد الأنصاري العامل على كندة رجل يقال له : الحارث بن معاوية ، فقال لزياد : إنّك لتدعو إلى طاعة رجل لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد.
فقال له زياد بن لبيد : يا هذا! صدقت ، فإنّه لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد ، ولكنّا اخترناه لهذا الأمر.
فقال له الحارث : أخبرني لمَ نحّيتم عنها أهل بيته وهم أحقّ الناس بها ؛ لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : (وأُولوا الأرحام بعضُهم أوْلى ببعضٍ في كتاب الله) (٢)؟!
فقال له زياد بن لبيد : إنّ المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك.
فقال له الحارث بن معاوية : لا والله ، ما أزلتموها عن أهلها إلاّ حسداً منكم لهم ، وما يستقرّ في قلبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من الدنيا ولم ينصب للناس علماً يتّبعونه ، فارحل عنّا أيّها الرجل ؛ فإنّك تدعو إلى غير الرضا.
ثمّ أنشأ الحارث بن معاوية يقول :
كان الرسول هو المطاع فقد مضى |
|
صلّى عليه الله لم يستخلف |
____________
(١) كتاب الفتوح ١ / ٤٧.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٧٥.