ثمّ أمر عمر بن الخطّاب ، فقال : هذا رأي رأيته أو وحي نزل؟ قال : «بل وحي نزل» ، فقال : سمعاً وطاعة ، فقال عليّ : «اللّهمّ اشهد».
ثمّ قال للمقداد بن الأسـود ، فقام ولم يقل مثل مقالة الأوّلين ، فأتاه رضى الله عنه فسلَّم عليه.
ثمّ قال لأبي ذرّ ، فسلَّم عليه.
ثمّ قال لحذيفة ، فقام فسلَّم عليه.
ثمّ أمرني ، فسلّمت عليه ، وأنا أصغر القوم سنّاً ، وأنا ثامنهم.
فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأنا غائب ، فلمّا قدمت وجدت أبا بكر قد استخلف ، فدخلت عليه فقلت : يا أبا بكر! أما تحفظ سلّمنا على عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه بأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بإمرة أمير المؤمنين؟!
فقال : بلى.
فقلت : ما لك فعلت الذي فعلت؟!
قال : إنّ الله تعالى يحدث الأمر بعد الأمر ، ولم يكن الله تعالى ليجمع الخلافة والنبوّة في أهل بيت (١).
فانظر إلى هذا الكلام الفاضح ؛ إذ جعل أبو بكر كون آل محمّـد أهل بيت النبوّة سبباً لتأخّرهم عن الخلافة! إنّ في هذا وأمثاله لبلاغاً لمن آثر الآخرة ، واطّرح الحاضرة ، فلم يكن من أرباب الصفقة الخاسـرة!
____________
(١) ورد منسوباً إلى أبي حمزة الثمالي ، وفي بعض المصادر إلى بريدة ، وهناك تفاوت في ألفاظه كما في : الأُصول الستّة عشر : ٩٠ ، الخصال : ٤٦١ ـ ٤٦٥ ، الأمالي ـ للشيخ المفيد ـ : ١٨ ـ ١٩ ، اليقين : ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، التحصين : ٥٣٧ ـ ٥٣٨ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٣ / ٦٦.