وذلك ما رويناه مسنداً إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ورأسه في حجر دحيّة بن خليفة الكلبي ، فسلّمت عليه ، فقال لي دحيّة : وعليك السلام يا أمير المؤمنين ، وفارس المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين ، وإمام المتّقين.
ثمّ قال لي : تعال خذ رأس نبيّك في حجرك ، فأنت أحقّ بذلك.
فلمّا دنوت من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ووضعت رأسه في حجري لم أر دحيّة ، وفتح الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [عينه] وقال : يا علي! من كنت تكلّم؟ قال : قلت : دحيّة.
فقصصت عـليه القصّـة ، فـقال : لـم يكن ذلك دحـيّة وإنّما كان جـبريل عليه السلام ، أتاك ليعرّفك أن الله سمّاك بهذه الأسماء» (١).
فهل ترى أيّها الطالب النجاة : إنّ من سمّى نفسه بإمرة المؤمنين ، أو سمّاه عمر وأبو عبيدة ، مثل من سمّاه الله تعالى وجبرئيل ومحمّـد صلّى الله عليهما؟!
وروينا عن عبـدالله بن بريدة ، قال : جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم سبعة رهط وأنا ثامنهم فقال : «أنتم شهداء الله في الأرض أبديتم أم كتمتم» ، ثمّ قال : «يا أبا بكر! قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين» ، فقال أبو بكر : عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال : «نعم هو الذي أمرني» ، قال عليّ : «اللّهمّ اشهد».
____________
(١) المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٣ / ٦٧ ، اليقين ـ لابن طاووس ـ : ٣١٤ ، نهج الاِيمان : ٤٦٦.