مستنسخاته :
كان للشيخ رحمه الله صلة خاصّة بآثار السابقين المخطوطة ، دافعه في هذا الأمر إحساسه بالمسؤولية تجاهه رحمه الله بمقتضى ما امتلكه من قدرات فنية وعلمية ، وزمانه الذي كان يعيشه ، وكان رحمه الله يرى وجوب إحياء المخطوطات ؛ إذ قوام الدين بها من جهة ، وأنّها حصيلة عطاء تفقّه العلماء في الدين وما رقمته أيديهم في سبيل ذلك من جهة أُخرى ..
وقد كانت حصيلة ما قام به رحمه الله من جهد علمي في هذا الجانب : إنجاز عملية الاستنساخ لأكثر من ١٠٠ كتاب من أهمّ الآثار.
ونحن نورد أوّلاً كلمات بعض معاصريه والمتّصلين به في أمر المخطوطات ، ثمّ نلقي نظرة إلى نشاطاته في هذا المضمار ..
* كلمات العلماء عن نشاطه في الاستنساخ :
١ ـ قال العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني : «ولع المترجم له منذ سنين عديدة بنسخ كتب الحديث غير المطبوعة ، وإحياء مؤلّفات الاِمامية الأكابر في القرون الأُولى ، وقد لقي في ذلك عناءً كثيراً وتحمّل مشاقّاً متنوّعة ، وقد وفّق لكتابة ما يقرب من أربعين مؤلّفاً كبار وصغار من جيّد الآثار ومهامّ الأسفار ، ويمتاز ما نسخه بالدقّة والصحّة ، فقد قابل كلّ نسخة بنسخ عديدة ، وضبط هذه المؤلّفات الجليلة وصانها من الضياع والتلف ، وأصبح له بذلك الحقّ والفضل على من يأتي بعده من هواة هذا الفن ورجال هذا العلم» (١).
____________
(١) نقباء البشر ٢ / ٨٤٩ رقم ١٣٦٥.