ثمّ إنّ القرآن ينصّ على أنّ الأرضين سبعة ؛ حيث يقول جلّ شأنه : (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ) (١).
وقد اختلف الفقهاء والمفسّرون في تعيين الأراضي المشار إليها بالآية الكريمة بين ذاهب إلى أنّها الأقاليم السبعة (٢) ، وآخر أنّها طبقات الأرض ، وهي بعضها متّصل ببعض لا فرجة بينهما (٣) ، وقيل : سبع بين كلّ واحدة إلى الأُخرى مسيرة خمسمائة عام ، وفي كلّ أرض منها خلقٌ حتّى قيل : في كلّ واحد منها آدم وحواء ، ونوح وإبراهيم (٤).
وقد يوجد بعض هذا في بعض الأخبار ، ولكنّ الأرجح منه إرادة الطبقات الأرضية ؛ فقد ذكر علماء طبقات الأرض (الجيولوجيا) : أنّها تتكوّن من طبقة طينية ومعدنية ، وطبقة الأدخنة والأبخرة ، وطبقة نارية تنفجر منها البراكين النارية ، وطبقة الجليد والزمهرير (٥).
ولكنّ الأصحّ من هذا كلّه ، والأحرى بالاعتبار ما ورد في بعض الأخبار في تفسير هذه الآية عن الإمامين الكاظم والرضا عليهما السلام ؛ فإنّ الرضا أجاب من سأله عن ترتـيب السماوات السبع ، والأرضـين السبع ، فقال : هذه الأرض الدنيا والسماء الدنيا فوقها قبّة ، والأرض الثانية [فوق] السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبّة ، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء
____________
(١) سورة الطلاق ٦٥ : ١٢.
(٢) تفسير الرازي ٣٠ / ٤١.
(٣) تفسير الماوردي ٦ / ٣٦.
(٤) تفسير الطبري ١٢ / ١٤٥ و ١٤٦ ، الدرّ المنثور ٨ / ٢١١.
(٥) دائرة معارف القرن العشرين ١ / ١٩٠.