من خمسمائة ألف فرسخ سابحة في الفضاء ، تقرب من الشمس وتبعد عنها في مدار إهليلجي (١) تقريباً.
وهي منتفخة مستديرة في وسطها ، مسطّحة في قطبيها ، وكروية في الجملة ، تستمدّ نورها ـ وسائر السيّارات ـ من الشمس ، والشمس تفيض عليها وعلى سائر السيّارات الدائرة حولها النور والحرارة (٢).
ويعجبني ما في بعض الأخبار ـ على ما يخطر ببالي ـ من قول الإمام الصادق عليه السلام لبعض أصحابه ممّن يزاول علم النجوم ؛ إذ يقول للإمام : إنّ لي في النظر بالنجوم لذّة.
فيقول له ممتحناً : كم تسقي الشمس القمر من نورها؟
فقال : هذا شيء لم أسمعه.
فقال الإمام : كم تسقي الشمس الزهرة من نورها؟
____________
(١) الإهليلجي : هو المحلّ الهندسي لنقطة تتحرّك في مستوٍ بحيث يكون مجموع بُعديها عن نقطتين ثابتتين فيه يساوي طولاً معلوماً ، وقيل : هي قوسان إذا التقى طرفاهما وديرت دور الكرة بين قطبين مرّة ؛ راجع : معجم المصطلحات العلمية : ٢٣٠.
(٢) الأرض : هي الكوكب الذي أوجدنا الله عليه ، وهي كرة كبيرة سابحة في الفضاء حول الشمس ، مثل سائر الكواكب ، بسرعة ٣٠ كيلومتراً ونصف في الثانية الواحدة ، ومحيطها ٤٠٠٠٠ كيلومتر ، وقطرها ٣٠٠٠ فرسخ ، وهي أصغر من الشمس بنحو ميلون وأربعمائة ألف مرّة.
قال الجغرافيون : لهذه الكرة دورتان : دورة رحوية حول محورها من الغرب إلى الشرق ، وتتمّها في ٢٤ ساعة ، وفائدة ذلك تكوين الليل والنهار ، وبمحاذاة أجزائها المختلفة للشمس على التعاقب.
ولها دورة محيطية ، أي حول الشمس ، تتمّها في ٣٦٥ يوماً ، فتقطع في اليوم الواحد أكثر من نصف مليون فرسخ سابحة في الفضاء.
راجع : دائرة معارف القرن العشرين ١ / ١٨١ ـ ١٨٢.