ثم أخبر تعالى أن كل أفعال الأمم المهلكة مكتوب محفوظ عليهم إلى يوم الحساب ، قاله ابن عباس وقتادة والضحاك وابن زيد. و : (مُسْتَطَرٌ) مفتعل من السطر ، تقول سطرت واستطرت بمعنى ، وروي عن عاصم شد الراء في «مستطرّ» ، قال أبو عمرو : وهذا لا يكون إلا عند الوقف لغة معروفة.
وقرأ جمهور الناس : «ونهر» بفتح الهاء والنون ، على أنه اسم الجنس ، يريد به الأنهار ، أو على أنه بمعنى : وسعة في الأرزاق والمنازل ، ومنه قول قيس بن الخطيم : [الطويل]
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها |
|
يرى قائم من دونها ما وراءها |
فقوله : «أنهرت» معناه : جعلت فتقها كنهر. وقرأ زهير الفرقبي والأعمش : «ونهر» بضم النون والهاء ، على أنه جمع نهار ، إذ لا ليل في الجنة ، وهذا سائغ في اللفظ قلق في المعنى ، ويحتمل أن يكون جمع نهر. وقرأ مجاهد وحميد وأبو السمال والفياض بن غزوان : «نهر» ساكنة الهاء على الإفراد.
وقوله تعالى : (مَقْعَدِ صِدْقٍ) يحتمل أن يريد به الصدق الذي هو ضد الكذب ، أي في المقعد الذي صدقوا في الخبر به ، ويحتمل أن يكون من قولك : عود صدق ، أي جيد ، ورجل صدق ، أي خبر وخلال حسان.
وقرأ جمهور الناس : «في مقعد» على اسم الجنس. وقرأ عثمان البتي : «في مقاعد» على الجمع. والمليك المقتدر : الله تعالى.