وأنت ـ نصر الله بك الحقّ ـ تعلم أنّ الوليّ هنا إنّما هو الأوْلى بالتصرّف كما في قولنا : فلان وليّ القاصر ، وقد صرّح اللغويون (١) بأنّ كلّ من ولي أمر واحد فهو وليّه ؛ فيكون المعنى : إنّ الذي يلي أُموركم فيكون أوْلى بها منكم ، إنّما هو الله عزّ وجلّ ورسوله وعليّ ، لأنّه هو الذي اجتمعت به هذه الصفات : الإيمان ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة في حال الركوع ، ونزلت فيه الآية ، وقد أثبت الله فيها الولاية لنفسه تعالى ولنبيّه ولوليّه على نسق واحد ، وولاية الله عزّ وجلّ عامّة ، فولاية النبيّ والوليّ مثلها وعلى أُسلوبها ، ولا يجوز أن يكون هنا بمعنى النصير أو المحبّ أو نحوهما ؛ إذ لا يبقى لهذا الحصر وجه ، كما لا يخفى. وأظنّ أنّ هذا ملحق بالواضحات. والحمد لله ربّ العالمين.
لفظ (الّذين آمنوا) للجمع فكيف أُطلق على الفرد؟
والجواب : إنّ العرب يعبّرون عن المفرد بلفظ الجمع لنكتة تستوجب ذلك.
والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران : (الّذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخْشَوْهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) (٢) ..
وإنّما كان القائل نعيم بن مسعود الأشجعي وحده ، بإجماع المفسّرين والمحدّثين وأهل الأخبار.
____________
(١) راجـع مادّة «ولي» مـن الصحاح ، أو من مختار الصحاح ، أو غيرهما من معاجم اللغة.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٧٣.