ما بغت امرأة نبيّ قط» (١).
وقد ذكر الفخر الرازي هذا التساؤل بعينه ، وقرّر أنّ الخيانة هي : النفاق وإخفاء الكفر ، والتظاهر على الرسولين.
وروى السيوطي في الدرّ ، قال : «وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج (رض) في قوله : (فخانتاهما) ، قال : كانتا كافرتين مخالفتين ، ولا ينبغي لامرأة نبيّ أن تفجر» (٢).
ولا يخفى على الناظر في ذيل السورة مقدار شدّة اللحن من التمثيل بزوجتي النبيّين ، ممّا يتّحد مع الممثّل له والمعرّض به ، وكون جهة التمثيل والتعريض هي : العداوة الدينية والنفاق وإبطان الكفر ، ومن ثمّ التظاهر على الرسولين ؛ فأين يجد الباحث هذه الصفات في الحادثة الواقعة في أوّل السورة؟!
هل هي في مجرّد الغيرة الزوجية؟!
أم أنّها في السـرّ المفشـى من أمر أبي بكر وعمر بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ومااستعقبه من التدبير المبطـن على النبيّ صلى الله عليه وآله؟!
فما هي ملابسات الحادثة التي انطبقت عليها الخيانة الدينية العظمى؟!
كما لا يخفى أنّ ذيل السورة قد اشتمل أيضاً على مقابلة بين معسكر النفاق والكفر المبطـن ، وبين معسكر الصلاح والاصطفاء ..
روى السيوطي في الدرّ ـ في ذيل السورة ـ قال : «وأخرج أحمد ، والطبرانـي ، والحاكـم وصـحّحه ، عن ابن عبّـاس (رض) ، قال : قال
____________
(١) الكشّاف ٤ / ٥٧١ ـ ٥٧٢.
(٢) الدرّ المنثور ٦ / ٢٤٥.