ولا يخفىٰ أنّ هؤلاء من
أئمّة الحديث ومن كبار الحفّاظ .
هذا ، ولم نجد أحداً من علماء السُنّة ينكر
المؤاخاة رأساً ، أو خصوص المؤاخاة بين النبيّ الأكرم والإمام عليهما السلام . . . وإنّما وجدنا ابن تيميّة يقول :
« أمّا حديث المؤاخاة فباطل
موضوع ، فإنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يؤاخ أحداً » .
« إنّ النبيّ صلّىٰ
الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يؤاخ عليّاً ولا غيره ، بل كلّ ما روي في هذا فهو كذب » .
« إنّ أحاديث المؤاخاة لعليّ
كلّها موضوعة » .
وممّا يشهد بتفرّد ابن تيميّة
بهذا الرأي ، وشذوذه عن جمهور الحفّاظ ، نسبة العلماء الكبار كابن حجر وغيره الخلاف إليه وحده ، وردّهم عليه ، كما سيأتي .
فقول القائل : « فقد اختلف العلماء في صحّة المؤاخاة
الأُولىٰ ، قال ابن تيميّة » فيه :
أوّلاً : لا اختلاف بين العلماء ، لا في المؤاخاة
الأُولىٰ ، ولا في المؤاخاة الثانية .
وثانياً : لا اختلاف بينهم في مؤاخاة النبيّ
صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم بينه وبين الأمير عليه السلام في كلتا المرّتين .
وثالثاً : إنّ المنكِر ليس إلّا ابن تيميّة .
__________________