إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا العدد [ ٦٨ ]

233/272
*

فلمّا قرأ الكتاب الحرّ عرضه علىٰ الحسين وأراده علىٰ النزول هناك علىٰ غير ماء وفي غير قرية . فقالوا : دعنا ننزل في هذه القرية ـ يعنون الغاضرية ـ .

فقال : لا والله ، ما أستطيع هذا ، أما تَرَوْن الرجل قد بَعَثه عَيْناً ؟!

فقال زهَير بن القين : يا بن بنت رسول الله ! قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمري ليأتينا من بعد مَن لا قِبَل لنا به .

فقال الحسين : لا أبدؤهم بالقتال .

قال زهير : فسِرْ بنا إلىٰ هذه القرية القريبة ، فإنّها حصينة وهي علىٰ شاطئ الفرات ، فإن منعونا قاتلناهم ، فقِتالهم اليوم أسهل منه غداً .

فقال الحسين : وأيّة قرية هي ؟

فقال : العَقْر .

فقال : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العقر .

ثمّ نزل ، وذلك يوم الخميس الثاني من المحرّم سنة إحدىٰ وستّين .

وكان عبيد الله قد ولّىٰ عمر بن سعد بن أبي وقّاص الري ، وكتب عهده عليها وجهّز معه أربعة ألف ؛ لغلبة الديلم عليها . فخرج عمر وقد كان عسكر بحمّام أعين ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان ، كتب إليه عبيد الله بن زياد أن : سر إلىٰ الحسين ، فإذا فرغنا ممّا كان بيننا وبينه سرت إلىٰ عملك .

فكتب إليه : إن رأيت أن تعفيني فعلت .

فقال : نعم ، علىٰ أن تردّ علينا عهدنا .

فاستعظم عمر بن سعد أمر الحسين وٱستشار نصحاءه فلم يشر عليه أحد ، ثمّ حلي في قلبه الري وملكه ، وأقبل حتّىٰ نزل عند الحسين في

left