(القول في تفسير
بسم الله الرحمن الرحيم)
روي عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه أنه قال : «البسملة تيجان السور».
وروي أن رجلا قال بحضرة النبي صلىاللهعليهوسلم : تعس الشيطان ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تقل ذلك ، فإنه يتعاظم عنده ، ولكن قل : «بسم الله الرحمن الرحيم» فإنه يصغر حتى يصير أقل من ذباب».
وقال علي بن الحسين رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) [الإسراء : ٤٦] قال : «معناه إذا قلت : «بسم الله الرحمن الرحيم».
وروي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال له : «كيف تفتتح الصلاة يا جابر؟ قلت : بالحمد لله رب العالمين. قال : قل : بسم الله الرحمن الرحيم».
وروى أبو هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أتاني جبريل فعلمني الصلاة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم يجهر بها».
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : وهذان الحديثان يقتضيان أنها آية من الحمد ، ويرد ذلك حديث أبي بن كعب الصحيح إذ قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «هل لك ألا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها» ، قال : فجعلت أبطىء في المشي رجاء ذلك ، فقال لي : كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال : فقرأت الحمد لله رب العالمين حتى أتيت على آخرها.
ويرده الحديث الصحيح بقوله عزوجل : «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ، يقول العبد الحمد لله رب العالمين».
ويرده أنه لم يحفظ عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا عن أبي بكر ، ولا عن عمر ، ولا عثمان ، رضي الله عنهم أنهم قرؤوا في صلاتهم : «بسم الله الرحمن الرحيم».
ويرده عدد آيات السورة لأن الإجماع أنها سبع آيات ، إلا ما روي عن حسين الجعفي أنها ست آيات ، وهذا شاذ لا يعول عليه وكذلك روي عن عمرو بن عبيد أنه جعل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) [الفاتحة : ٥] آية ، فهي على عده ثماني آيات ، وهذا أيضا شاذ. وقول الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) [الحجر : ٨٧] هو الفصل في