مسعود «الرفوث» ، و (الرَّفَثُ) في غير هذا ما فحش من القول ، ومنه قول الشاعر : [الرجز]
عن اللّغا ورفث التّكلّم.
وقال أبو إسحاق : «الرفث كل ما يأتيه الرجل مع المرأة من قبل ولمس وجماع».
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : أو كلام في هذه المعاني ، ومنه قول النبيصلىاللهعليهوسلم : «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من خطاياه كيوم ولدته أمه».
وسبب هذه الآية فيما قال ابن عباس وغيره أن جماعة من المسلمين اختانوا أنفسهم وأصابوا النساء بعد النوم ، أو بعد صلاة العشاء ، على الخلاف ، منهم عمر بن الخطاب ، جاء إلى امرأته فأرادها ، فقالت له : قد نمت ، فظن أنها تعتل ، فوقع بها ثم تحقق أنها قد كانت نامت ، وكان الوطء بعد نوم أحدهما ممنوعا ، وقال السدي : جرى له هذا في جارية له ، قالوا : فذهب عمر فاعتذر عند رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، وجرى نحو هذا لكعب بن مالك الأنصاري ، فنزل صدر الآية فيهم ، فهي ناسخة للحكم المتقرر في منع الوطء بعد النوم ، وحكى النحاس ومكي أن عمر نام ثم وقع بامرأته ، وهذا عندي بعيد على عمر رضي الله عنه ، وروي أن صرمة بن قيس ، ويقال صرمة بن مالك ، ويقال أبو أنس قيس بن صرمة ، نام قبل الأكل فبقي كذلك دون أكل حتى غشي عليه في نهاره المقبل ، فنزل فيه من قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) ، واللباس أصله في الثياب ثم شبه التباس الرجل بالمرأة وامتزاجهما وتلازمهما بذلك ، كما قال النابغة الجعدي : [المتقارب]
إذا ما الضّجيع ثنى جيدها |
|
تداعت فكانت عليه لباسا |
وقال النابغة أيضا : [المتقارب]
لبست أناسا فأفنيتهم |
|
وأفنيت بعد أناس أناسا |
فشبه خلطته لهم باللباس ، نحا هذا المنحى في تفسير اللباس الربيع وغيره ، وقال مجاهد والسدي :
(لِباسٌ) : سكن ، أي يسكن بعضهم إلى بعض ، وإنما سميت هذه الأفعال اختيانا لعاقبة المعصية وجزائها ، فراكبها يخون نفسه ويؤذيها ، و (فَتابَ عَلَيْكُمْ) معناه من المعصية التي واقعتموها ، و (عَفا عَنْكُمْ) يحتمل أن يريد عن المعصية بعينها فيكون ذلك تأكيدا ، وتأنيسا بزيادة على التوبة ، ويحتمل أن يريد عفا عما كان ألزمكم من اجتناب النساء فيما يؤتنف ، بمعنى تركه لكم ، كما تقول شيء معفو عنه أي متروك.
قال ابن عباس وغيره : (بَاشِرُوهُنَ) كناية عن الجماع ، مأخوذ من البشرة ، وقد ذكرنا لفظة «الآن» في ماضي قصة البقرة. (وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ).
قال ابن عباس ومجاهد والحكم بن عتيبة وعكرمة والحسن والسدي والربيع والضحاك : معناه ابتغوا الولد.
وروي أيضا عن ابن عباس وغيره أن المعنى وابتغوا ليلة القدر ، وقيل : المعنى ابتغوا الرخصة