الجبّائى والرّمّانى
الجبّائى «أبو على»
هو أبو على الجبّائى ـ نسبة إلى جبّاء من أعمال البصرة ـ محمد بن عبد الوهاب ، يتصل نسبه بحمران بن أبان مولى عثمان رضى الله عنه ، كان شيخ المعتزلة بالبصرة ، معروفا بالورع والزهد وإليه تنسب فرقة «الجبائية» ، أخذ علم الكلام عن أبى يوسف يعقوب الشحام ، رأس معتزلة البصرة فى عصره. وتتلمذ عليه الأشعرى ، وأخذ عنه ابنه أبو هاشم الذى آلت إليه الرئاسة من بعده وهما يعرفان بالجبائيين ، توفى أبو على سنة ٣٠٣ ه (١). النصوص التى بين أيدينا عن أبى على فى الأعجاز قليلة ولكنها تستطيع أن تعطينا ضوءا. ولو خافتا ـ فيما ذهب إليه.
وقد علمنا ان له كتابا فى تفسير القرآن ، ولهذا الكتاب فيما يبدو مقدمة ونلحظ أن القاضى عبد الجبار يأخذ عنها فى كتابه «إعجاز القرآن» والظن أن أبا على قد خصها بالرد على بعض المطاعن فى القرآن وجعلها تمهيدا لتفسيره الكبير ، وكثيرا ما نجد القاضى يقول فى هذا الجزء نقلا عن أبى على : ذكر فى مقدمة التفسير ... وجاء فيها ...» (٢) وينقل القاضى فى هذا الجزء عن كتاب آخر لشيخه أبى على ، كتبه فى نقض «الدامغ» لابن الراوندى الذى طعن فيه القرآن (٣) ويوضح القاضى رأيه فى كتاب شيخه قائلا «وقد تقصى شيخنا
__________________
(١) انظر ابن المرتضى ـ المنية والأمل ـ ٨٠ الى ٨٥ وابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٣٩٨ و ٣٩٩ ترجمة رقم ٥٧٩.
(٢) القاضى عبد الجبار ـ إعجاز القرآن ـ ١٥٨ و ١٦٢ و ٣٩٧.
(٣) يقول ابن الراوندى فى كتاب الدامغ «إن الخالق سبحانه ليس عنده من الدواء إلا القتل ، فعل العدو الحنق الغضوب ، فما حاجته إلى كتاب ورسول؟ وقال : ويزعم أنه يعلم الغيب فيقول «وما تسقط من ورقة إلا يعلمها» ثم قال «وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم» وقال فى وصف الجنة «فيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه» وهو الحليب ولا يكاد يشتهيه إلا الجائع ، وذكر العسل ولا يطلب صرفا ، والزنجبيل وليس من لذيذ الأشربة ، والسندس يفترس ولا يلبس وكذلك الإستبرق وهو الغليظ من ـ