النبى. وأما فى
مسألة خلق القرآن فقد أيده المعتزلة ونفاه الأشاعرة. كما رأى الأشاعرة أن المعتزلة
قد بالغوا فى انتهاج المنهج العقلى لدراسة القضايا الدينية فخففوا من وطأة هذا
المنهج.
٩ ـ وكان الخلاف
بين المعتزلة والأشاعرة فى مسألة خلق القرآن ـ لفظيا ـ إذ نظر المعتزلة إلى جانب
اللفظ ونظر الأشاعرة إلى جانب المعنى وجاء الماتريدى فوفق بين الرأيين وانتهت
المشادة.
١٠ ـ قد اتفقت
الدرستان على مسائل كبرى فى علم الكلام لأن هدفهما كان الدفاع على الدين الاسلامى.
ثانيا : أهم نتائج
الجانب البلاغى :
١ ـ حمل المعتزلة
لواء بيان إعجاز القرآن بلاغة وعلى رأسهم الجاحظ والرمانى والزمخشرى ـ كما أضافت
المدرسة الأشعرية إضافات طيبة على يد الباقلانى والجرجانى بخاصة.
٢ ـ تنازعت
المدرستان تحديد إعجاز القرآن بلاغة بين النظم والفصاحة ـ حتى خرج منهما الزمخشرى
وقرر أن إعجاز القرآن يرجع إلى علمى المعانى والبيان. ولفظ «علم» ـ فيما أرى ـ بمعنى
الإحاطة ، وليس معناه القوانين الثابتة ، والتقعيد كما فهمه السكاكى.
٣ ـ انتجت لنا
المدرستان نتائج قيمة فى الميدان البلاغى عن طريق دراسة الإعجاز فى القرآن وظهر
فضلهما فى تطبيق مبدأ المجاز اللغوى على ألفاظ القرآن خاصة وعلى اللغة عامة. ثم فى
الاهتمام بالتأثير النفسى على القارئ أو المستمع ، ثم فى دراسة الجمال ومواطنه
والذوق الأدبى وقيمته.