الفصل الأول
الباقلانى
هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم (١) القاضى ، أبو بكر الباقلانى. البصرى. الملقب بسيف السنة ولسان الأمة ، المتكلم على لسان أهل الحديث وطريق أبى الحسن الأشعرى ، وإليه انتهت رئاسة المالكيين فى وقته.
لم يعيّن أحد من المؤرخين عام ولادته ، تلقى العلم على أعلام البصرة حيث ولد ، ثم رحل إلى بغداد ، فأخذ عن علمائها ، ثم اتخذها دارا لاقامته. حتى قضى نحبه.
وقد أتيح للباقلانى ، أن يتتلمذ لطائفة من العلماء كالأبهرى والقطيعى والشيرازى وابن مجاهد والباهلى ـ وكان الباهلى وابن مجاهد أعرف العلماء بمذهب الأشعرى وأشدهم فقها له. وعن الباهلى الأشعرى أخذ الأسفرايينى وابن فورك المذهب ، وعن أبى إسحاق الإسفرايينى أخذ أبو القاسم عبد الجبار الإسفرايينى ، وعنه أخذ إمام الحرمين وعن إمام الحرمين أخذ الغزالى ومنه انتشر المذهب انتشارا كبيرا (٢).
وأتاحت سرعة بديهة الباقلانى وطلاقة لسانه وغزارة بيانه أن يطير صيته فى الآفاق حتى وصل إلى أعلام شيراز ، وكانت شيراز فى ذلك الوقت حاضرة ملك أبى شجاع فنّاخسرو بن ركن الدولة البويهى وكان يلقب بعضد الدولة (٣) وظل الباقلانى مع عضد الدولة حتى مات عضد الدولة فى شوال سنة ٣٧٢ ه وتولى
__________________
(١) رجعنا فى ترجمة حياة الباقلانى إلى : البغدادى ـ تاريخ بغداد ٥ / ٣٧٩. وابن العماد ـ شذرات الذهب ـ ٣ / ١٦٨ وابن عساكر تبيين كذب المفترى ٥٣ ـ والذهبى ـ سير أعلام النبلاء ١ / ١١٥ ، وابن خلكان ، وفيات الأعيان ١ / ٦٨٦ وفى الإمتاع والمؤانسة لأبى حيان التوحيدى مطاعن له فى الباقلانى ١ / ١٤٣. وكذا فى الفصل لابن حزم ٢ / ١٣٧. وهذا وقد أفادتنا كثيرا مقدمة تحقيق كتاب (إعجاز القرآن) للباقلانى ، التى كتبها السيد أحمد صقر.
(٢) ابن زاهد الكوثرى ـ مقدمة تحقيق كتاب الإنصاف ـ للباقلانى ـ ١١.
(٣) الدكتور حسن إبراهيم حسن ـ تاريخ الإسلام ـ ٣ / ٣٧ وما بعدها.