(فَأَغْشَيْناهُمْ) : جعلنا على أبصارهم غشاوة.
(أَغْلالاً) : الأغلال : جمع غلّ ، وهي القيود التي تشد بها الأيدي إلى الأعناق.
* * *
القران دليل رسالة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
(يس) من الحروف المقطعة التي سبق الحديث عنها في أول سورة البقرة ، وجاء في مجمع البيان وجود خلاف خاص حول هذه الكلمة بالذات فقيل : «يس ، معناه يا إنسان ، عن ابن عباس وأكثر المفسرين ، وقيل معناه : يا رجل ، عن الحسن وأبي العالية ، وقيل معناه : يا محمد ، عن سعيد بن جبير ومحمد بن الحنفية ، وقيل : معناه : يا سيد الأولين والآخرين ، وقيل : هو اسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن علي بن أبي طالب وأبي جعفر عليهمالسلام» (١).
(وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) الواو للقسم ، فقد أراد الله أن يقسم بالقرآن الحكيم الذي كان المشركون ينكرونه ورسالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، للإيحاء بأنه يمثل الحقيقة الثابتة التي تستمد الحقائق الأخرى دلائلها منها ، فإذا كانوا يطلبون الدليل على رسالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن القرآن يؤكد ذلك. أمّا وصفه بالحكمة ، فلما يشتمل عليه من الفكر والمنهج والأسلوب الذي يخطط للإنسان سلوك الحكمة في الكلمة والحركة والعلاقة الإنسانية ، (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الذين أرسلهم الله إلى الناس ليبلّغوهم رسالته ، بما تتضمنه من أوامره ونواهيه ، التي يريد الله لهم أن يفعلوها أو يتركوها ، (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) خاضع للخطة الفكرية والتشريعية المنفتحة على الإنسان والحياة لإصلاح أمرهما ، وإبعادهما عن الفساد ، لتكون البداية من الله ، حيث يتركز الإيمان من قاعدة الانطلاق ، ولتكون
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٤ ، ص : ٦٥٠.