ينطلق من دراسة شيئين ومقارنتهما على مستوى الطبيعة والصفات ، فإن تشابها أو تقاربا أمكن وضعهما في مستوى وموقع واحد ، فإذا كان أحدهما من موقع الألوهية لقدرة أو صفة محددة يملكها ، فمن الطبيعي أن نضع الآخر في هذا الموقع ، على أساس التساوي أو التشابه ، ولكن ذلك لا مجال له عند المقارنة بين قدرة الله وقدرة من اتخذهم المشركون شركاء ، فإن الله هو الذي خلق الكون كله وباعترافهم ، ولم يخلق هؤلاء شيئا منه ، (قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) فكيف يساويه غيره من العباد الذين لم يخلقوا شيئا وهم يخلقون ، (وَهُوَ الْواحِدُ) في ربوبيته وفي قدرته المطلقة التي لا يحدها شيء ، وفي كل صفاته الحسنى (الْقَهَّارُ) في جبروته وعظمته ، فلا يقترب منه أحد ، ولا يساويه شيء ، فله الملك وله الحمد والمجد والكبرياء ، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
* * *