ارتباط الظواهر الكونية بالله
وتتتابع صفات الله ... ليصل الحديث إلى الأفق الواسع الذي يحتوي الحياة كلها ، فإذا بالظواهر الكونية لا تتحرك من مواقعها المحددة ، بل تتحول إلى هاجس داخلي ينتظر فيها الإنسان رحمة الله ، أو يخاف عذابه. فيرتبط بخالقه ارتباط الحياة به حيث يجد الأمن والملاذ والأمل والطمأنينة ، وتلتقي العقيدة بالحياة من أقرب طريق ، ويتصل الإيمان بحركة الكون على أفضل وجه.
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) الذي يلمع في الأفق فيأخذ بالبصر ويخطفه ، (خَوْفاً) بما ينذر به من صواعق قد يصيب بها من يشاء فتحرقه وتدمر ما حوله ، (وَطَمَعاً) بما يبشر به من مطر يبعث الخصب في الأرض ويملأ الينابيع ويدفع بالحياة إلى موسم أخضر جديد ، (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) المثقلة بالماء وذلك من خلال المؤثرات الكونية التي توجد المطر وتدفعه إلى الأرض ، (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) والتسبيح تعبير عن الإحساس بالعظمة وتنزيهه عن كل نقص. وبذلك أمكن لكل شيء أن يسبح بحمده بمختلف الوسائل ، سواء كان بالكلمة ، أو بالصورة ، أو بمظهر العظمة ، أو بروعة الإبداع ، أو بسرّ المعنى الكبير الكامن فيه. إنه الفرق بين الكلمة التي تسبح بمدلولها ومعناها ، وبين الوجود الذي يسبح بحضور الحقيقة فيه. وهكذا يجد الإنسان في كل شيء تجسيدا لتسبيح الله ، والثناء عليه ، بما يدل عليه من معاني العظمة والتنزيه له.
(وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) بما يتمثلونه من خشية لله وإحساس بعظمته ،