المسألة الحادية عشرة
من هذا الأصل
في بقاء الإله سبحانه
قال قدماء أصحابنا : إنّ بقائه صفة له أزلية قائمة به [ولأجلها
صح وصفه بأنه باق] وأحال أصحابنا كلهم بقاء الأعراض [لاستحالة قيام البقاء بها].
ومنع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب من كون البقاء معنى [أكثر من وجود الشيء] وزعم
أن الله باق لنفسه وكل باق يجوز فناؤه إلا الله وصفاته القائمة. [وزعم البصريون من
القدرية أن البقاء ليس بمعنى لا في الشاهد ولا في الغائب. وزعم الكعبي أن الباقي
في الشاهد يكون باقيا ببقاء والله تعالى باق بلا بقاء. والكلام في إثبات بقاء الله
تعالى كالكلام في إثبات علمه وقدرته وسائر صفاته.] وزعمت البيانية من الروافض أن
الله تعالى يفنى كله إلا وجهه وقد أبطلنا هذه البدعة.
المسألة الثانية عشرة
من هذا الأصل
في بقاء صفات الله
تعالى
أجمع أصحابنا على
أن لله تعالى صفات أزلية. واختلفوا في وصفها بأنها باقية. فقال عبد الله بن سعيد
والقلانسي إنّها أزلية دائمة الوجود ولا نقول إنّها باقية لاستحالة قيام البقاء
بها [وإن كانت لا تزال موجودة]. وقال أبو الحسن الأشعري : إنّ صفات الله تعالى
باقية ببقاء البارئ وبقاؤه باق لنفسه ونفس بقائه بقاء له ولنفسه ولصفاته الأزلية [وهذا
هو المشهور من قول أصحابنا في هذا الباب].
المسألة الثالثة عشرة
من هذا الأصل
في تأويل الوجه
والعين من صفاته
اختلفوا في هذه
المسألة فزعمت المشبهة : أن لله وجها وعينا كوجه الإنسان وعينه [وزعم بعضهم أن له
وجها وعينا هما عضوان ولكنهما ليسا كوجه الإنسان
__________________