على الحياة]. والحياة المحدثة جنس واحد. وكل قائم بنفسه يصح قيام الحياة به عندنا. وزعمت القدرية أنه لا يصح وجود الحياة إلا في بنية مخصوصة. وقد دللنا قبل هذا على فساد قولهم فيه [وإذا ثبت أن الله حي وأن له حياة أزلية قلنا لهم إنّها حياة باقية لا يعقبها موت ولا ضد من أضداد الحياة كما أن القدرة الأزلية لا يعقبها عجز وكذلك في سائر الصفات الأزلية].
المسألة التاسعة من هذا الأصل
في كلام الإله
[أجمع أهل الحق على أن كلام الله] تعالى صفة له أزلية قائمة وهي أمره ونهيه وخبره ووعده ووعيده. وزعمت الكرّامية أن كلامه قدرته على قوله وقوله حادث في ذاته. وزعمت القدرية أن كلام الله حادث في جسم من الاجسام. وزعم أبو الهذيل أن قوله للشيء «كن» عرض حادث لا في محل وسائر قوله حادث في جسم ما [وقد أبطلنا قبل هذا قول الكرّامية بحلول الحوادث وأبطلنا أيضا قول من أجاز وجود قول وإرادة أو شيء من الأعراض لا في محل. والدليل على أن كلام الله صفة له أزلية لا محدثة هو أن كلامه لو كان] ودليلنا على أن كلامه ليس بمحدث أنه لو كان حادثا لم يخل حدوثه فيه لاستحالة كونه محلا للحوادث ويستحيل حدوثه لا في محل لأن العرض لا يكون إلا في محل ، ولو حدث كلامه في جسم من الاجسام لكانت الأسماء الصادرة من خصوص أوصاف الكلام راجعة إلى محله به آمرا ناهيا مخبرا كالحياة والقدرة والعلم إذا حدثت في محل كان المحل بها قادرا عالما حيا [وإذا استحال أن يأمر وينهى بكلام الله غيره صح أن كلامه أزلي قائم به لا بغيره]. فإن قالوا أليس قد يحدث الله تعالى في غيره نعمة وفعلا وفضلا ويكون هو المنعم المتفضل الفاعل به دون المحل الذي وقع فيه الفعل والنعمة والفضل [فما أنكرتم أنه يحدث أيضا كلاما في غيره فيكون هو المتكلم به دون المحل]. قيل إنّه الأوصاف الصادرة من خصوص أوصاف هذه الأفعال